السيدة ليلى بنعلي تؤكد، من أمريكا، على أهمية جعل الاستثمار في البنية التحتية ركيزة أساسية للاستراتيجيات الطاقية
10/03/2025
شاركت السيدة ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في النسخة 2025 من CERAWeek التي تُعقد من 10 إلى 14 مارس في هيوستن، الولايات المتحدة الأمريكية، تحت شعار "التقدم: استراتيجيات طاقة لعالم معقد". ويُعد هذا الحدث الدولي البارز، منصة تجمع أبرز الفاعلين في قطاع الطاقة وصناع القرار والمستثمرين والخبراء لمناقشة القضايا الحاسمة المتعلقة بالانتقال الطاقي العالمي.
وخلال هذا المؤتمر، شاركت الدكتورة بنعلي في سلسلة من الجلسات والاجتماعات رفيعة المستوى إلى جانب كبار القادة السياسيين والمسؤولين الحكوميين والشخصيات البارزة في القطاع الخاص. وركزت المناقشات على الحاجة الملحة لزيادة الاستثمار في البنية التحتية من أجل تسريع الانتقال الطاقي وتعزيز النمو الاقتصادي.
كما استعرضت السيدة الوزيرة استراتيجية المملكة للطاقة التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين الأمن والولوج إلى الطاقة والاستدامة، في مواجهة التحديات الجيوسياسية والتكنولوجية. حيث تعتمد هذه الاستراتيجية على ثلاثة ركائز: تسريع استخدام الطاقات المتجددة، تحسين النجاعة الطاقية وتعزيز التكامل الإقليمي. وبفضل الإصلاحات العميقة والاستثمارات الكبيرة، وصلت حصة الطاقة المتجددة إلى 44% من القدرة المنشأة، مع استثمار قدره 2 مليار دولار، مما أسفر عن خلق آلاف مناصب الشغل. كما أنه من المتوقع أن يشهد عام 2025 تسارعًا كبيرًا للاستثمارات في قطاع الطاقة. وشددت السيدة بنعلي في هذا السياق، على أهمية جعل الاستثمار في البنية التحتية ركيزة أساسية للاستراتيجيات الطاقية، وضرورة تبني سياسات طاقية أكثر ذكاءً واستدامة لضمان الأمن الطاقي والقدرة على تحمل التكاليف.
وفي هذا الصدد، ذكرت السيدة بنعلي أن المغرب هو الدولة الأفريقية الوحيدة المتصلة بشبكة الطاقة الأوروبية، ويُعتبر ممرًا طاقيًا استراتيجيًا يربط بين أوروبا وأفريقيا وحوض الأطلسي.
فيما يخص الربط الكهربائي، أكدت السيدة الوزيرة على أهمية الممرات الطاقية لتحقيق الأمن الطاقي، وتعزيز التكامل الاقتصادي وتقليص تكاليف الطاقة. في هذا السياق، يواصل المغرب التزامه بتوسيع بنيته التحتية الكهربائية والغازية، بما في ذلك الاتفاقيات الأخيرة مع موريتانيا وفرنسا، بالإضافة إلى مشروع خط أنابيب الغاز الأفريقي الأطلسي المغرب-نيجيريا. وفيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر، اختار المغرب بالفعل عددًا من المستثمرين الوطنيين والدوليين لمشروعات تصل قيمتها إلى 33 مليار دولار، مما يؤكد طموحه في أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في الانتقال الطاقي العالمي.
على هامش هذا الحدث، عقدت السيدة بنعلي لقاءًات ثنائيًة مع عدد من المسؤولين الحكوميين والشخصيات البارزة في القطاع الخاص، حيث التقت بالسيد كريس رايت، كاتب الدولة الأمريكي في الطاقة، لمناقشة التعاون الفعال والمستمر بين المغرب والولايات المتحدة، واستكشاف فرص جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية في مجال الطاقة. كما عقدت لقاء ثنائيا مع السيد جاسم الشراوي، الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة (IEF)، لتبادل الآراء حول التحديات والفرص المتعلقة بالتعاون الطاقي العالمي وآفاق التعاون بين المغرب والمنتدى.